فصل: عوادل الثغور الشأمية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المسالك والممالك (نسخة منقحة)



.الطريق من بغداد إلى الرقة على الموصل:

من بغداد إلى البردان أربعة فراسخ، ثم إلى عُكْبَرا خمسة فراسخ، ثم إلى باحَمْشا ثلاثة فراسخ، ثم إلى القادسية سبعة فراسخ، ثم إلى سرّ من رأى ثلاثة فراسخ، ثم إلى الكرخ فرسخان، ثم إلى جَبِلتا سبعة فراسخ، ثم إلى السودقانية خمسة فراسخ، ثم إلى بارِمّا خمسة فراسخ، ثم إلى السِنّ وبها الزاب الأصغر خمسة فراسخ، ثم إلى الحديثة وبها الزاب الأكبر اثنا عشر فرسخاً، ثم إلى بني طميان سبعة فراسخ، ثم إلى مدينة الموصل سبعة فراسخ.

.كور الموصل:

تَكرّيت وبازائها في البرية مدينة الحضر وكان ملك الحضر الساطرون بن الضّيْزَن، قال عديّ بن زيد: وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة تجبى إليه والخابور والطيرهان والسن والحديثة ومرج جهينة ونينوى مدينة يونس بن متى صلّى الله عليه وباجلي وباهدري وباعذري وحبتون وبانقلي وحزة وبابغاش والمغلة ورامين والحناية وباجرمي وبها خنيا سابور ودقوقا وخانيجار، وخراج الموصل أربعة آلاف ألف درهم.

.الطريق من الموصل إلى نصيبين:

من الموصل إلى بلد سبعة فراسخ، ثم إلى باعيناتا ستة فراسخ، ثم إلى برقعيد ستة فراسخ، ثم إلى أذرمة ستة فراسخ، ثم إلى تل فراشة خمسة فراسخ، ثم إلى نصيبين أربعة فراسخ، ونصيبين مدينة ديار ربيعة.

.كور ديار ربيعة:

نصيبين وأرزن وآمد ورأس عين وميّافارقين، قال الشاعر:
بآمد مرة وبرأس عينٍ ** وأحياناً يميّافارقينا

وماردين وباعربايا وبلد وسنجار وقَرْدى وبازبدى، قال الشاعر:
بقردى وبازبدى مصيفٌ ومربعٌ ** وعذبٌ يحاكي السلسبيل بَرودُ

وطور عبدين، قال الشاعر:
مَلَكَ الحَضْرَ والفرات فما ** دِجْلة شرقاً فالطور من عَبْدينِ

وخراج ديار ربيعة سبعة آلاف ألف وسبع مائة ألف درهم.
ومن نصيبين إلى دارا خمسة فراسخ، ثم إلى كفرتوثا سبعة فراسخ، ثم إلى رأس عين سبعة فراسخ، ثم إلى الجارود خمسة فراسخ، ثم إلى حصن مَسْلَمة ستة فراسخ، ثم إلى باجَرْوان سبعة فراسخ، قال الشاعر:
سقى الله البليخ وتلَّ بحرى ** وباجروانَ قارعة الطريقِ

ثم إلى الرقة ثلاثة فراسخ.

.الطريق من نصيبين إلى أرزن ذات اليمين:

من نصيبين إلى دارا خمسة فراسخ، ثم إلى كفرتوثا سبعة فراسخ، ثم إلى قصر بني نازع ستة فراسخ، ثم إلى آمد وهي على دجلة سبعة فراسخ، ثم إلى ميّافارقين خمسة فراسخ، ثم إلى أرزن سبعة فراسخ.

.الطريق من آمد إلى الرقة ذات اليسار:

من آمد إلى شِمشاط سبعة فراسخ، ثم إلى تل جفر خمسة فراسخ، ثم إلى جرنان ستة فراسخ، ثم إلى بامقدا خمسة فراسخ، ثم إلى جُلاّب سبعة فراسخ، ثم إلى الرُّها أربعة فراسخ، ثم إلى حرّان أربعة فراسخ، ثم إلى تل مَحْرا أربعة فراسخ، ثم إلى باجَروان سبعة فراسخ، ثم إلى الرقة ثلاثة فراسخ.

.الطريق من بلد إلى سنجار ثم إلى قَرْقيسيا ذات اليسار:

من بلد إلى تل أعفر خمسة فراسخ، ثم إلى سِنجار سبعة فراسخ، ثم إلى عين الجبال خمسة فراسخ، ثم إلى سُكَيْر العبّاس على الخابور تسعة فراسخ، ثم إلى ألفدَين على الخابور خمسة فراسخ، ثم إلى ماكسين على الخابور ستة فراسخ، ثم إلى قرقيسيا وهي على الفرات والخابور سبعة فراسخ.

.الطريق من الرقة إلى الثغور الجزرية:

وهي سلغوس وكَيسوم وشِمشاط وملطيّة وزِبَطرة والحَدَث ومَرْعَش وبينهما ثلاثون ميلاً وكَمْخ وحصن منصور وقُورس ودُلوك ورَعْبان.
فمن الرقة إلى عين الرومية ستة فراسخ، ثم إلى تل عبدا سبعة فراسخ، ثم إلى سَروج سبعة فراسخ، ثم إلى المُزَنيّة ستة فراسخ، ثم إلى سُمَيْساط سبعة فراسخ، ثم إلى حصن منصور ستة فراسخ، ثم إلى ملطيّة عشرة فراسخ، ثم إلى زبطرة خمسة فراسخ، ثم إلى الحدث أربعة فراسخ، ثم إلى مرعش خمسة فراسخ، ثم إلى عَمق مرعش والعمق كل مرج حوله جبال، ومن ملطية إلى كمخ أربعة فراسخ.

.الطريق من عين التمر إلى بُصرى:

قال الشاعر:
صَبّحْنَ عند الشمسِ عين التمرِ ** يَدُسْنَ كلَّ غَيْضَة ونهْرِ

فمن عين التمر إلى الأخدمية، ثم إلى الخفيّة، ثم إلى الخلط، ثم إلى سُوى، قال:
لله عينا رافع أنّى اهتدى ** فوّز من قُراقرٍ إلى سُوى

ثم إلى الأجيفر، ثم إلى الغرّبة، ثم إلى بصرى.

.الطريق من الجزيرة إلى الساحل:

من الرقة إلى دَوسَر، ثم إلى داقين، ثم إلى جسر منبج، قال كعب بن جُعَيل:
من جسر منبجَ أضحى غِبَّ عاشرة ** في نخلِ مسكِنَ تُتْلى حولَهُ السّوَرُ

ثم إلى منبج، ثم إلى حلب، ثم إلى الأثارِب، ثم إلى عَمْق، ثم إلى أنطاكية، ثم إلى اللاذقية، ثم إلى جبَلَة، ثم إلى أطرابُلُس الشأمية، ثم إلى بيروت، ثم إلى صيدا، ثم إلى صور، ثم إلى قَدَس، ثم إلى قيسارية، ثم إلى أرسوف الشأمية، ثم إلى يافا، ثم إلى عسقلان، ثم إلى غزة.

.الطريق من الرقة إلى حمص ودمشق على الرصافة:

من الرقة إلى الرصافة أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى الزّرّاعة أربعون ميلاً، ثم إلى القسطل ستة وثلاثون ميلاً، ثم إلى سلمية ثلاثون ميلاً، ثم إلى حمص أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى شمسين ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى قارا اثنان وعشرون ميلاً، ثم إلى النبك اثنا عشر ميلاً، ثم إلى القطيفة عشرون ميلاً، ثم إلى دمشق أربعة وعشرون ميلاً.

.الطريق من حمص إلى دمشق على بعلبك:

وهو طريق البريد من حمص إلى جوسية أربع سكك، ثم إلى بعلبك ست سكك، ثم إلى دمشق تسع سكك.

.الطريق من الكوفة إلى دمشق:

من الحيرة إلى القُطْقُطانة، ثم إلى البُقعة، ثم إلى الأبيض، ثم إلى الحوشي، ثم إلى الجمع، ثم إلى الخطي، ثم إلى الجبة، ثم إلى القلوفي، ثم إلى الرواري، ثم إلى الساعدة، ثم إلى البقيعة، ثم إلى الأعناك، ثم إلى أذرِعات، ثم إلى منزل، ثم إلى دمشق.

.السكك من حلب إلى الثغور الشأمية:

من حلب إلى قِنَّسرين سبع سكك، ثم إلى أنطاكية أربع سكك، ثم إلى الإسكندريّة أربع سكك، ثم إلى المصّيصة سبع سكك، وجيحان يشتقها واسم المصيصة مابْسُبَسْتيا، ومن المصيصة إلى أذنة ثلاث سكك واسم أذنة أدانم وهي على سَيْحان، قال الشاعر:
يا من جبالُ الرومِ دونَ لقائهِ ** وعِقابها ومخاضتا سَيْحانِ

فالدربُ مُعترِضاً ففرجُ طُوانة ** فهِرَقْلة فالحصن حِصنُ سِنانِ

ثم من أذنة إلى طرسوس خمس سكك، واسم طرسوس بالرومية تارسم، قال أبو سعيد:
خلّفوه بعرصتَيْ طرسوسِ ** مثلَ ما خلّفوا أباه بطوسِ

وقال فرج بن عثمان المقسمي:
يا ليتها قد هبطت طرسوسا

ووردت نهراً بها مأنوسا

تحمل خوداً سَكَنَتْ تَعْروسا

من الرّقيمات الحِسان الميسا

كلَّ رَداحٍ تسلُبُ النفوسا

.عوادل الثغور الشأمية:

عين زَرْبَة والهارونية وكنيسة السوداء وتل جُبَيْر من طرسوس على ثمانية أميال.
درب السلامة والطريق إلى خليج القُسطنطينية: من طرسوس إلى العُلَّيق اثنا عشر ميلاً، ثم إلى الرَّهوة ثم إلى الجوزات اثنا عشر ميلاً، ثم إلى الجردقوب سبعة أميال، ثم إلى البَذَنْدون سبعة أميال، قال محمد بن عبد الملك:
يوم البذندون كما أنها ** جاءتك في يوم البذندونِ

ثم إلى معسكرّ الملك على حمة لؤلؤة والصفصاف عشرة أميال، وتصير إلى معسكرّ الملك وقد قطعت الدرب وأصحرت، ومن المعسكرّ إلى وادي الطَّرفاء اثنا عشر ميلاً، ثم إلى منى عشرون ميلاً، ثم إلى نهر هرقلة اثنا عشر ميلاً، قال العباس بن الأحنف:
هَوَتْ هِرَقْلَة لما أنْ رأتْ عجباً ** جواثماً ترتمي بالنفط والنارِ

ثم إلى مدينة اللبن ثمانية أميال، ثم إلى رأس الغابة خمسة عشر ميلاً، ثم إلى المسكنين ستة عشر ميلاً، ثم إلى عين برغوث اثنا عشر ميلاً، ثم إلى نهر الأحساء ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى ربض قونية ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى العَلَميْن خمسة عشر ميلاً، ثم إلى أبرومسمانة عشرون ميلاً، ثم إلى وادي الجوز اثنا عشر ميلاً، ثم إلى عَمّورية اثنا عشر ميلاً.

.طريق آخر:

وطريق آخر من العَلَميْن إلى قرى نصر الإفريطي خمسة عشر ميلاً، ثم إلى رأس بحيرة الباسليون عشرة أميال، ثم إلى السند عشرة أميال، ثم إلى حصن سنادة ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى معل خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى غابة عمورية ثلاثون ميلاً، ثم إلى قرى الحراب خمسة عشر ميلاً، ثم إلى صاغري نهر عمورية ميلان، وكان المعتصم أخرب أنقرة وفتح عمورية، قال حسين بن الضحاك:
لم تبق من أنقرة نقرة ** واجتحتَ عمورية الكبرى

ثم إلى العلج اثنا عشر ميلاً، ثم إلى فلامي الغابة خمسة عشر ميلاً، ثم إلى حصن اليهود اثنا عشر ميلاً، ثم إلى سندابري ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى مرج حُمُر الملك بدَروليَة خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى حصن غروبُلي خمسة عشر ميلاً، ثم إلى كنائس الملك ثلاثة أميال، ثم إلى التلول خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى الأكوار خمسة عشر ميلاً، ثم إلى ملاجِنَة خمسة عشر ميلاً، ثم إلى اصطبل الملك خمسة أميال، ثم إلى حصن الغبراء ثلاثون ميلاً، ثم إلى الخليج أربعة وعشرون ميلاً، ونيقية بإزار الغبراء ومن نيقية يحمل البقل إلى قسطنطينية وبينهما ثلاثون ميلاً.

.طريق آخر:

وطريق آخر من البذندون إلى الكرّم ثم إلى النوبة ثم إلى الكنائس التي عن يمين كوكب، ثم إلى وفرة، ثم إلى بليسة، ثم إلى مرج الأُسقُف، ثم إلى فلغري، ثم إلى قرية الأصنام، ثم إلى وادي الريح، ثم إلى نمرطي، ثم إلى الصيد، ثم إلى عاينوا، ثم إلى مودويس، ثم إلى مخاضة، ثم إلى قرية الجوز، ثم إلى الغطاسين، ثم إلى البطريق، ثم إلى مرج ناقوليّة، ثم إلى دنوس، فمنه طريق إلى درولية وطريق آخر متياسر منه إلى حصن بلومين، ثم منه إلى قُطَيّة فتياسر إلى الرُّنداق، ثم إلى أبدوس على المضيق، ثم إلى خليج القسطنطينية، وهو البحر الذي يدعى بُنْطُس يجيء من بحر الخزر وعرض فوهته هناك ستة أميال، وعند مدخله هناك مدينة تدعى مُسَنّاة والخليج غربيّ يجري جرياً حتى يمر بقسطنطينية على ستين ميلاً، من مدخله، قال أبي حفصة:
أطَفْتَ بقُسطنطينية الرومِ مُسندِاً ** إليها القَنا حتى اكتسى الذُّلَّ سورُها

وعرضه عنده أربعة أميال، فإذا بلغ موضعاً يدعى أبِدُس صار بين جبلين وضاق حتى يكون عرضه غلوة سهم وبين أبدس وبين قسطنطينية مائة ميل في مستوى من الأرض، وبأبدس عين مَسلَمة بن عبد الملك حيث حصر قسطنطينية، ويمر الخليج حتى يصب إلى بحر الشأم وعرضه عند مصبه أيضاً قدر غلوة سهم يكلم الرجل الرجل على شطيه وهناك صخرة عليها برج فيه سلسلة تمنع سفن المسلمين من دخول الخليج، وطول الخليج كله من بحر الخزر إلى بحر الشأم ثلاثمائة وعشرون ميلاً، والسفن تنحدر فيه من جزائر بحر الخزر وتلك النواحي وتصعد فيه من بحر الشأم إلى القسطنطينية.
فأمّا سائر بلاد الروم فأوّلها من المغرب رومية وسقلّيّة وهي في جزيرة وكانت رومية دار ملكهم ونزلها من ملوكهم تسعة وعشرون ملكاً ونزل نُقموديَّة منهم ملكان ونقمودية دون الخليج وبينها وبين قسطنطينية ستون ميلا، وملك بعدهما ملكان آخران برومية، ثم ملك أيضاً برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى بزنطية وبنى عليها سوراً وسماها قسطنطينية فهي دار ملكهم إلى اليوم، وذكر أن الخليج يطيف بها من وجهين مما يلي المشرق والشمال وجانباها الغربيّ والجنوبيّ في البر وسمك سورها الكبير إحدى وعشرون ذراعاً وسمك سورها القصير عشرة أذرع وسمك القصير مما يلي البحر خمسة أذرع وبينها وبين البحر فرجة نحو خمسين ذراعاً ولها في البر من الجانب الجنوبيّ أبواب كثيرة للحرب منها باب الذهب وهو باب مضبّب بالحديد المموّه بالذهب ولها نحو من مائة باب، وذكرّ أن البطارقة الإثني عشر مع ملكهم بقسطنطينية ومن خيلها أربعة آلاف ورجّالتها أربعة آلاف.
وذكرّ أن مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي قال أن عمال الروم التي يوليها الملك عماله أربعة عشر عملاً منها خلف الخليج ثلاثة أعمال أولها عمل طافلا وهو بلد القسطنطينية وحدّه من المشرق الخليج إلى بحر الشأم ومن المغرب السور المبني من بحر الخزر إلى بحر الشأم وطوله مسيرة أربعة أيام وهو من قسطنطينية على مسيرة يومين ومن الجنوب بحر الشأم ومن الشمال بحر الخزر، والعمل الثاني خلف هذا العمل هو عمل تَراقيَة وحدّه من المشرق السور ومن الجنوب عمل مقدونية ومن المغرب بلاد بُرجان ومن الشمال بحر الخزر وطوله مسيرة خمسة عشر يوماً وعرضه مسيرة ثلاثة أيام وفيه عشرة حصون، والعمل الثالث عمل مقدونية وحدّه من المشرق السور ومما يلي الجنوب بحر الشأم ومن المغرب بلاد الصقالبة ومن الشمال بُرجان وطوله مسيرة خمسة عشر يوماً وعرضه مسيرة خمسة أيام وفيه ثلاثة حصون.
ودون الخليج أحد عشر عملاً عمل أفلاجونِيَة وفيه خمسة حصون، عمل الأُفطي ماطي وتفسيره الأذن والعين وفيه ثلاثة حصون ومدينة نُقموديّة وهي اليوم خراب، وعمل الأُبسيق وفيه مدينة نيقية ولها عشرة حصون والبحر من نيقية على ثمانية أميال ولها بحيرة عذبة تكون اثني عشر ميلاً طولاً وفي البحيرة ثلاثة أجبل ومن المدينة إلى البحيرة باب صغير فإذا دهمهم خوف أخرجوا الذّراري من الحصن إلى الزواريق في البحيرة فحملوهم والحقوهم بالجبال التي في البحيرة، وعمل ترْقسيس وفيه من الحصون أفسيس في رستاق الأواسي وهي مدينة أصحاب الكهف وأربعة حصون وقد قرئ في مسجدهم كتاب بالعربية بدخول مَسْلمة بلاد الروم.
فأما أصحاب الرقيم فبخَرمة رستاق بين عمورية ونيقية، وكان الواثق بالله وجّه محمد بن موسى المنجّم إلى بلاد الروم لينظر إلى أصحاب الرقيم وكتب إلى عظيم الروم بتوجيه من يوقفه عليهم فحدّثني محمد بن موسى أن عظيم الروم وجّه معه من صار به إلى قُرّة ثم سار أربع مراحل وإذا جبيلٌ قطر أسفله أقل من ألف ذراع وله سرب من وجه الأرض ينفذ إلى الموضع الذي فيه أصحاب الرقيم، قال: فبدأنا بصعود الجبل إلى ذروته فإذا بئر محفورة لها سعة تبيّنّا الماء في قعرها ثم نزلنا إلى باب السرب فمشينا فيه مقدار ثلاثمائة خطوة فصرنا إلى الموضع الذي أشرفنا عليه فإذا رواق في الجبل على أساطين منقورة وفيه عدّة أبيات منها بيت مرتفع العتبة مقدار قامة عليه باب حجر منقور فيه الموتى ورجل موكّل بحفظهم ومعه خصيان روقة وإذا هو يحيد عن أن نراهم أو نفتشهم ويزعم أنه لا يأمن أن يصيب من التمس ذلك آفة يريد التمويه ليدوم كسبه بهم فقلت له دعني أنظر إليهم وأنت بريء فصعدت بشمعة غليظة مع غلامي فنظرت إليهم في مسوح تتفرّك في اليد وإذا أجسادهم مطليّة لاصبر والمرّ والكافور ليحفظها وإذا جلودهم لاصقة بعظامهم غير أني أمررت يدي على صدر أحدهم فوجدت خشونة شعره وقوّة نباته وأحضر الموكّل بهم طعاماً وسألنا الغداء عنده فلما ذقنا طعامه أنكرّنا أنفسنا فتهوّعنا وإنما أراد أن يقتلنا أو يُغصَّنا فيصح له ما كان يدّعيه عند ملك الروم من أنهم اصحاب الرقيم، فقلنا له إنما ظننَّا أنك ترينا موتى يشبهون الأحياء وليس هؤلاء كذلك.
وعمل الناطُلُوس وتفسيره المشرق وهو أكبر أعمال الروم وفيه مدينة عمّورية وعدد بروجها أربعة وأربعون برجاً ومن الحصون العلَمَين ومرج الشحم وبُرغوث والمسكنين وثلاثون حصناً والثن والمسبطلين، وعمل خرسٍيون يلي درب ملطية وفيه من الحصون خرْشَنة وأربعة حصون، وعمل البقلاّر وفيه مدينة أنقرة وصَمله وثلاثة عشر حصناً، ويليه عمل الأرمنياق وفيه من الحصون قُلونِية وستة عشر حصناً، وعمل خَلديَة وحدُّه إرمينية وفيه ستة حصون، وعمل سلوقية من ناحية بحر الشأم إلى طرسوس واللاّمس ويتولاه عامل الدروب وفيه من الحصون سلوقية وعشرة حصون، وعمل القبادق وحدّه جبال طرسوس وأذَنَة والمصّيصة وفيه من الحصون قرّة وحصين وأنطيغوا والأجرب وذو الكلاع وهو جبل عليه قلاع فسمّته العرب ذا القلاع ثم انحرف الإسم إلى ذي الكلاع واسمها جُسْطَرون وتأويلها مناغية الكوكب وأربعة عشر حصناً، ومن المطامير ماجدة وبلنسة وملندسة وقونية وملقوبية وبدالة وبارنوا وسالمون وتفسير ملقوبية مقطع الأرحاء تقطع حجارة الأرحاء من جبالها.